"لكن التقوى نافعة لكل شيء إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة"
(1تى4:
ما أعظم بركات حياة التقوى ومخافة الله، فمن أوضح هذه البركات:
1 - سر الرب لخائفيه (مز 25: 14 ) . فالمؤمن الخائف الرب يتمتع بإعلانات خاصة من قلب الرب، نظير خليل الله إبراهيم الذي كان يخاف الله، فأعلن له الرب فكره بخصوص هلاك سدوم، الأمر الذي لم يعلنه للوط الساكن فيها. وما أحلى قول السيد "هل أخفى عن إبراهيم ما أنا فاعله؟" (مز 25: 14 ) . نعم "إن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سره لعبيده الأنبياء" (مز 25: 14 ) ، وما أروع ما قيل عن دانيال "حينئذ لدانيال كُشف السر في رؤيا الليل" (مز 25: 14 ) .
2 - الله يعمل رضى خائفيه (مز 145: 19 ) . مثل ما فعله الله مع إيليا حين صلى أن لا تمطر، فلم تمطر السماء ثلاثة سنين وستة أشهر. "وهذه هي الثقة التي لنا عنده إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (مز 145: 19 ) . فالمؤمن الخائف الرب دائماً يصلى حسب مشيئة الله، وبذلك يعمل الرب رضى خائفيه.
3 - مخافة الرب تؤثر على الحالة النفسية والصحية. فمخافة الرب تعالج القلق "في مخافة الرب ثقة شديدة" (أم 14: 26 ) ، كما أنها تعالج الاكتئاب "القليل مع مخافة الرب، خير من كنز عظيم مع هم" (أم 14: 26 ) . كما أن مخافة الرب تمنع الخوف من الناس (أم 14: 26 ، 13)، كما تؤثر إيجابياً على الحالة الصحية "مخافة الرب تزيد الأيام" (أم 14: 26 ) ، فالخائف الرب دائماً فرحان، ومكتوب أن "القلب الفرحان يطيّب الجسم" (أم 14: 26 ) ، ومثل هذا المؤمن لا يعانى من الأمراض الجسدية الناتجة عن متاعب نفسية.
4 - مخافة الرب تؤثر على الحياة العائلية. فما أحلى كلمات مزمور128 عن الرجل المتقى الرب، فامرأته مثل كرمة مُثمرة في جوانب بيته، وبنوه مثل غروس الزيتون، هكذا يُبارك الرجل المتقى الرب. فالرب يكرمه، ولا يعوزه لشيء. قال داود عن اختبار "كنت فتى وقد شخت، ولم أرَ صديقاً تُخلـّى عنه" (مز 37: 45 ) . ومكتوب أيضاً أن "ثواب مخافة الرب هو غنى" (مز 37: 45 ) . فمخافة الرب في البيت هي أعظم كنز يمكن أن يتركه المؤمن لأولاده (مز 37: 45 -7) . فما أحلى التقوى "إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة" (مز 37: 45 ) .