من أجمل ما قرأت..
كنت طفلة مدللة..
وتمنيــــــــــت..
أن أدخل المدرسة وأتعلم مثل بقية الأطفال ..
وفعلا دخلت المدرسة وعشت طفولتي ومراهقتي ..
ثم ما لبثت إلا أن سئمت منها ..
وتمنيــــــــــت ..
أن أدخل الجامعة ، وفعلا دخلت ، لكن ما أن لبثت أيضا حتى مللت منها ..
وتمنيــــــــــت ..
أن أتخرج لأرتاح ، وفعلا تخرجت ، لكن قتلتني الوحدة ..
وتمنيــــــــــت ..
أن أتزوج ، وفعلا تزوجت ، ولكن منزلي كان موحشا يقتله الصمت ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أرزق بالأطفال ، وفعلا رزقت بالأطفال ..
لكنني ما لبثت أن سئمت من جدران المنزل ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أتوظف ، وفعلا توظفت وأصبح هاجسي أن أمتلك منزلا ..
وفعلا وبعد عناء امتلكت المنزل ولكن أولادي كبروا ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أزوجهم وفعلا تزوجوا ..
لكنني سئمت من العمل ومن مشاقه فقد أصبح يتعبني ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أتقاعد لأرتاح ، وفعلا تقاعدت وأصبحت وحيدة كما كنت بعد تخرجي تماما .. وخاصة بعد أن تركني زوجي ورجع الى احضان الله..
لكني اكتشفت أن بعد تخرجي كنت مقبلة على الحياة..
أما الآن فأنا مدبرة عن الحياة ..
ولكني كانسانة لا زالت لدي أماني ..
فتمنيــــــــــت ..
أن ألهي نفسي بشيء ما لأمضي الوقت وأنسى وحدتي..
وقررت أن أقرأ..
بحثت بين كتبي.. فوقع نظري على كتاب كنت قد استلمته هدية عيد ميلادي منذ سنوات طويلة من احدى الصديقات في ايام الجامعة واحتفظت به كذكرى منها لي.. وكان هذا الكتاب "انجيل"..يتكلم عن حياة الرب يسوع وتعاليمه..
وبدأت أقرأ.. وأقرأ.. ومرت الساعات وانا لا أشعر بالوقت..
أدهشني هذا الكتاب بما يحتويه من سيرة حياة يسوع.. ومن منهج عيش لكل مسيحي..
كم ندمت اني لم أقرأه من قبل.. كم ندمت لمرور الأيام سدى في حياتي..
الآن عرفت سر سأمي ومللي..
الآن عرفت سر فراغ روحي ووحشة أيامي..
تمنيت في هذه اللحظة أن أعود طفلة وأبدأ من جديد لأعيد منهجة حياتي..
لكن أين هي الطفولة مني..
أين مراهقتي.. اين شبابي.. أين نضوجي..
ذاكرتي تخونني..
صحتي لم تعد تسعفني ..
قدماي لم تعد تقوى على حملي ..
لك أقول.. أنت يا من تقرأ قصتي..
اغتنم صحتك قبل هرمك.. ولا يشغلك التفكير في حاضرك عن التفكير بآخرتك..
انعش روحك بالله واجعل كلام الرب يسوع هو المرشد لحياتك..
لا تمضي عمرك هدرا من دون اعطاء مساحة للرب في حياتك..
فليس العمر الا أياما تمر على غفلة منك..