الـمـسـيـحـيـة ديـانـة قـوة)
إن ما تدعو إليه المسيحية من وداعة وتواضع، لا يعنى مطلقا أنها ديانة ضعف، بل ديانة قوة.
فالكتاب يصف المؤمنين بأنهم "كسهام بيد جبار" (مز 120: 4)، ويقول عن الكنيسة أنها "جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية (أي من عدة لواءات)" (نش 6: 10).
هذه القوة من عمل الروح القدس في المؤمنين.
لهذا قال لهم الرب "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودا" (اع 1:
.
ولهذا يقول الكتاب "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم" (اع 4: 23).. كان "ملكوت الله قد أتى بقوة"..
إن قمة القوة في المسيحية تبدو في قول الرسول:" استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني".
ويقول أيضًا عن القوة في الخدمة "أتعب أيضًا مجاهدا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة" (كو 1: 29).
إنها قوة على الرغم من المقاومات، فيقول الرب لبولس "لا تخف. بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (اع 18: 9، 10).
بل هى قوة على جميع الشياطين بسلطان.
فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه " أعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين" (لو 9، 1). ونحن نشكره في صلواتنا لأنه "أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو"..
المسيحيون أقوياء، لأنهم صورة الله، والله قوى..
والسيد المسيح على الرغم من وداعته واتضاعه كان قوي. قيل عنه "تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك". كان قويا "وكانت قوة تخرج منه" (لو 6: 19).
"الله لبس القوة وتمنطق بها"، "صنع قوة بذراعه". أظهر قوته بآيات وعجائب "يمين الرب صنعت قوة"..
والقوة في المسيحية قوة لها طابع روحي..
قوة في الانتصار على الخطية والعالم والشيطان، قوة في الاحتمال، قوة في العمل وفي الخدمة، قوة في الشخصية وتأثيرها وقيادتها للآخرين، قوة في الدفاع عن الإيمان.
قوة بعيدة عن أخطاء العنف والاعتداء وقهر الآخرين.
(بـقـلـم قـداسـة الـبـابـا شـنـودة)